جزائر يـا مطلـع المعجـزات *** و يا حجـة الله فـي الكائنـات
و يابسمـة الـرب فـي أرضـه *** و يا وجهه الضاحـك القسمـات
و يا لوحة فـي سجـل الخلـو د *** تموج بهـا الصـور الحالمـات
و يا قصة بـث فيهـا الوجـود *** معانـي السمـة بـروع الحيـاة
و يا صفحـة خـط فيهـا البقـآ *** بنـار و نـور جهـاد الأبــاة
و يـا للبطـولات تغـزو الدنـا *** و تلهمهـا القـيـم الخـالـدات
و أسطـورة رددتهـا الـقـرون *** فهاجـت بأعماقنـا الذكـريـات
و يا تربـة تـاه فيهـا الجـلال *** فتاهت بهـا القمـم الشامخـات
و ألقـى النهايـة فيهـا الجمـال *** فهمنـا بأسـرارهـا الفاتـنـات
و أهوى علـى قدميهـا الزمـان *** فأهـوى علـى قدميهـا الطغـاة
جزائـر يـا بدعـة الفـاطـر *** و يـا روعـة الصانـع القـادر
و يا بابل السحر ، مـن وحيهـا *** تلقـب هــاروت بالسـاحـر
و يا جنة غـار منهـا الجنـان *** و أشغلـه الغيـب بالحـاضـر
و يـا لجـة يستحـم الجمـا ل *** و يسبـح فـي موجهـا الكافـر
و يا ومضة الحب في خاطـري *** و إشراقـة الوحـي للشـاعـر
و يا ثورة حـار فيهـا الزمـان *** و فـي شعبهـا الهـادئ الثائـر
و يا وحدة صهرتهـا الخطـو ب *** فقامـت علـى دمهـا الفـائـر
و يا همـة سـاد فيهـا الحجـى *** فلـم تـك تقـنـع بالظـاهـر
و يـا مثـلاً لصفـاء الضميـر *** يجـل عـن المـثـل السٌـائـر
سلام علـى مهرجـان الخلـود *** سـلام علـى عيـدك العاشـر
جزائـر يـا لحكـايـة حـبـي *** و يا من حملـت السـلام لقلبـي
و يا من سكبتي الجمال لروحـي *** و يا من أشعتي الضياء لدربـي
فلولا جمالـك مـا صـح دينـي *** و ما أن عرفت الطريق لربي !!!
و لـولا العقيـدة تغمـر قلبـي *** لما كنـت أومـن إلا بشعبـي!!!
و إذا ذكرتـك شــع كيـانـي *** و امـا سمعـت نداكـي ألبـي
و مهما بعدتي و مهمـا قربتـي *** غرامك فـوق ظنونـي و لبـي
ففـي كـل رب لـنـا لحـمـة *** مقدسـة مـن وشـاج و صلـب
و فـي كـل حـي لنـا صبـوة *** مرنحـة بيـن غوايـات صـب
و فـي كـل شبـر لنـا قصـة *** مجنحـة مـن سـلام و حـرب
تنـبـأت فيـهـا بإلـيـاذتـي *** فآمن بـي و بهـا , المتنبـي!!
شغلنا الورَى ، و ملأنا الدنا
بشعر نرتله كالصٌــــــــلاة
تسَابيحه من حَنايَا الجزائر
جزائـر انـت عـروس الـدنـا *** و منك استمـد الصبـاح السنـا
و أنـت الجنـان الـذي وعـدوا *** و إن شغلونـا بطيـب المنـى !!
و انت الحنان, و انـت السمـاح *** و انت الطمـوح و انـت الهنـا
و انت السمو, و انـت الضميـر *** الصريح الذي لـم يخـن عهدنـا
و منـك استمـد البنـاة البـقـاء *** فكـان الخلـود أسـاس البـنـا
و ألهمتي انسـان هـذا الزمـان *** فـكـان بأخلاقـنـا مـؤمـنـا
و علمتـي آدم حــب أخـيـه *** عسـاه يسيـر علـى هدينـا!!!
صنعتي البطولات من صلب شعب *** سخـي الدمـاء فرعـت الـدنـا
و عـبـدتـي درب الـنـجـاح *** لشعب ذبيح فلم ينصهر مثلنـا!!!
و من لم يوحد شتـات الصفـوف *** يعجـل بـه حمقـه للفـنـا!!!!!
أفـي رؤيـة الله فكـرك حائـر *** و يذهل عن وجهه في الجزائـر؟
سل البحر و الـزورق المستهـى *** مكـان مجاذيفـه قلـب شاعـر
و سـل قبـة الحـور نـم بهـا ** منـار علـى حورهـا يتـآمـر
سـل الـورد يحمـل أنفاسـهـا *** لحيدر مثـل الحظـوظ البواكـر
و أبـيـار تـزهـو بقديسـهـا *** رفائيل يخفـى انسـلال الجـآذر
تـبـاركــه أم افـريـقـيــا *** على صلوات العذارى السواحـر
و يحتـار بلكـور فـي أمرهـا *** فتضحك منـه العيـون الفواتـر
و في القصة امتد ليل السهـارى *** و نهر المجـرة نشـوان ساهـر
و فـي ساحـة الشهـداء تعالـى *** مـآذن تجلـو عيـون البصائـر
و في كل حـي غوالـي المنـى *** و في كل بيت: نشيـد الجزائـر
بلادي وقفـت لذكـراك شعـري *** فخلد مجدك فـي الكـون ذكـري
وألهمتِنـي فصـدعـت الـدنـا *** بإلياذتـي باعـتـزاز وفـخـر
وكنـت أوقـع فـي الشاهقـا ت *** خطى الثائرين بألحـان صـدري
فخلـد قـدس اللهيـب بيـانـي *** وأذكى لهيـب الجزائـر فكـري
وإن يجحدونـي فحسبـيَ أنــي *** وهبت الجزائر فكـري وعمـري
فآمـن بـي كـل حـرّ أصيـل *** وأنكر شمس الضحى كـل غَمـر
وتقصـر دون خطـايَ خطاهـم *** ويؤذيهم الورد من طيب عطـري
تركت الخوالف تحسـو الغبـا ر *** وطـرت أسابـق مطلـع فجـر
ودست الصراصير بين الصخو ر *** فصعّر خـدَّ الحجـارة صخـري
وألقيت في الساحريـن عصـاي *** تلقّـف مـا يأفكـون بسـحـري
شغلنا الورَى ، و ملأنا الدنا
بشعر نرتله كالصٌــــــــلاة
تسَابيحه من حَنايَا الجزائر
سل الأطلس الفرد عن جرجرا *** تعالـى يشـد السمـا بالـثـرا
فيخـتـال كـبـرا تنافـسـه *** ثقجـدا فـلا يرجـع القهقـرى
تلـون وجـه السـمـاء بــه *** فأصبـح أزرقهـا أخـضـرا
و تجثو الثلـوج علـى قدميـه *** خشوعا فتسخر منهـا الـذرى
هـو الاطلـس الأزلـي الـذي *** قضى العمر يصنع اسد الشرى
و تسمـو بـأوراس أمـجـاده *** فتصدع في الكون هذا الـورى
فيأمـن تـردد فـي وحــدة *** بمغربنـا و ادعـى و امتـرى
أما وحـد الأطلـس المغربـي *** معاقلـنـا بوثـيـق الـعـرى
أمــا طوقتـنـا سـلاسـلـه *** فطـوق تاريخنـا الأعـصـرا
و كـم فوقـه انتظمـت قمـم *** فهـل كـان يعقـد مؤتـمـرا
عرجنا ننافـح باينـام صبحـا *** كأنا اغتصبنا لهامـان صرحـا
نسائـل أشجـاره الفارعـا *** تحديث النجوم, فتبـدع شرحـا
و يلتف ساق بسـاق, فنصبـو *** فيغمرنا ملتقى الفكـر نصحـا
كـأن عمالـق باينـام جمـع *** بباريس يبنـي لفيتنـام صلحـا
كـأن الإلـه الجميـل تجلـى *** فأغرق باينام حسنـا و أوحـى
يتيه به النجم بين النجوم, دلالا *** فيكلـع فـي الليـل صبـحـا
تموج مـع الشمـس اسـراره *** و سر الهوى ماثل ليس يمحـى
فكم بـات يبكـي بـه موجـع *** و يسفح دمعا, فيغمـر سفحـا
و كم من جريح الفؤاد اشتكـى *** فأثخن باينام في الصب جرحـا
و كم من صريع الغواني, تداوى *** بانسـام باينـام فـازداد لفحـا
سجا الليل في القصبة الرابضة *** فأيقـظ أسرارهـا الغامـضـة
و بين الدروب و بيـن الثنايـا *** عفاريـت مائجـة راكـضـة
و ملـئ سراديبهـا الكـافـرات *** , تصـاغ موجـة عارضـة
فيفجو بيجار إصـرار شعـب *** و تدمغـه الحجـة الناهـضـة
و يأبى علـي رضـوخ الجبـان *** , فتسمو به روحـه الفائضـة
كأن اشتبـاك السطـوح جسـور *** , تمور به السفـن الخائضـة
و يلتـف جـار بجـار كمـا *** تعانقـت المـهـج النابـضـة
فكانت على خط حرب الخلاص *** و أعمـار أعدائنـا قابـضـة
شغلنا الورَى ، و ملأمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات .
شغلنا الورَى ، و ملأنا الدنا
بشعر نرتله كالصٌــــــــلاة
تسَابيحه من حَنايَا الجزائر