أشعلت روحك في الآفاق مصباحا ********** ورحت تزرع في الأوطان أرواحا
ورحت توقد في الأبدان مفتخرا ********** عزيمة تغمر الأكوان إصباحا
ورحت تبني منارات العلا شهبا ********** وتوقد الحلم آمالا وأفراحا
حملتَ همّ بناء الجيل متّخذا ********** من درب أحمدَ للأمجاد مفتاحا
وقفت نفسك في ذات الإله وما ********** طلبتَ شكرا وتقديرا و أمداحا
فما تعبتَ وما كلّت جوارحكم ********** وما مللتَ ولكن زدتَ إلحاحا
وما نظرتَ إلى أجرٍ وقد نقصت ********** حاجات أهلٍ وما قالوا: لقد باحا
علّلْتَ نفسك َ بالآمال تزرعها ********** حتى غدوتَ أمام الناس فلّاحا
ورحت تستوعب الطلاب مصطبرا ********** فذا ثقيل، وذا ما انفكّ مزّاحا
وذا مريض وفي عينيه بعض عمى ********** وذا أصمّ وعنه الركب قد راحا
وذا عليل، ففي أعضائه وجع ********** وفي الخلايا دبيب منه ما انزاحا
وذا بطيء بطيء في تعلّمه ********** لا يفهم الدرس مهما كنت شَرّاحا
وذا يعذبه التفكير من صغر ********** وذا يفكّر إذ ما كان مرتاحا
وذا ضعيف، وفي أثوابه أسد ********** حر يمور إذا ما الدرس قد لاحا
وذا تفوّق من عامين وانطفأت ********** منه الذبالة حين اختير سبّاحا
فأنت وحدك في الميدان تسعفهم ********** حتى عُددت أمام الخلق جرّاحا
تبارك الله إذ أعطاك مكرمة ********** فصرت للشعب قنديلا ومصباحا
تحارب الجهل تبني الجيل مفتخرا ********** تقدّم العلم للطلاب أقداحا
تطوّع الدرس كي ترقى بهم همما ********** حتى يصيروا لهذا الشعب أرباحا
فاهنأ فإنك في كل الشعوب دمٌ ********** تبثّ فيها بحول الله أرواحا