معلومات اخرى اضافية
الموقع الجغرافي لولاية غليزان
تقــع ولاية غليزان على الخط الوطني رقم: 04 الرابط بين الجزائر العاصمة و عاصمة الغـرب الجزائري " وهران " مما أهله أن تكون همزة وصل بين الغرب و الوسط و الشرق و الجنوب فهي بذلك تحتل موقع إستراتيجي ممتاز اقتصاديا و و تجاريا إذ يحدها من الشرق ولاية الشلف و من الغرب ولاية معسكر و من الشمال ولاية مستغانم و من الجنوب كل من تيارت و تيسمسيلت ، تبعد عن العاصمة بحوالي 350 كلم و عن مدينة وهران 150 كلم و تمتد على رقعة جغرافية مساحتها 4851.21 كلم2 معظمها أراضي فلاحية خصبة و بذلك تعتبر ولاية فلاحية .
سكان ولاية غليزان
بلغ عدد سكان ولاية غليزان في التعداد العام للسكان و السكن الأخير 1998 حوالي 646175 نسمة و هم متمركزون في المناطق الريفية حيث يقطن جنوب شرق الونشريس ما يقارب 52 ألف نسمة مقابل 23 ألف بالمناطق الحضرية و يسكن 29 ألف نسمة بالأرياف مقابل 44 ألف نسمة بالتجمعات الحضرية بمنطقة جنوب غرب الونشريس و بمنطقة بني شقران يوجد 6 ألف في الريف مقابل 10 ألف بالتجمعات الحضرية ، أما بمنطقة الظهرة فيتواجد ما يقارب 54 ألف نسمة في الريف مقابل 46 ألف نسمة بالتجمعات الحضرية أما بمنطقة وادي مينا نجد 58 ألف نسمة في الريف مقابل 170 ألف بالمدن و يخضع هذا التوزيع إلى عدة عوامل أهمها : طبيعة المناخ و طبيعة التضاريس و توفر المياه و الأراضي الصالحة للزراعة و التي مكنت من بعث نشط اقتصادي و اجتماعي
بداية الصفحة
تضاريس و مناخ ولاية غليزان
تتوفــر ولاية غليـزان على مؤهلات طبيعية و تضاريس هامة فهي محاطة بسلاسل جبلية مقسمة إلى ثلاث مناطق أساسيـــــة :
في الشمال : نجد جبال الظهرة التي تغطي دوائر مازونة و سيدي امحمد بن علي وجزءا من بلدية الحمري .
في الجنوب: نجد جبال الونشريس التي تمتد من الشرق إلى الغرب بجنوب الولاية و الجزء الجنوبي من دائرة وادي إرهيو و دوائر (عمي موسى ، عين طارق الرمكة ، منداس ، و زمورة لتمتد ناحية الغرب لجبال بني شقران ) (بلديتا سيدي امحمد بن عودة و القلعة ) .
سهول مينا و الشلف الأسفل تشغل الجزء الأوسط للولاية و كل هذه المناطق يكسوها غطاء نباتي من مختلف أنواع الأشجار و النباتات في حين يوجد بالولاية مجموعـة من الأودية و المستنقعات كوادي إرهيو،وادي مينا حوض الشلف الأسفل و مرجة سيدي عابـــد المتميـزة بملوحتــها.
يسود ولاية غليزان مناخ قاري بارد و ممطر شتاءا و حار صيفا مع سقوط الثلوج ببعض المناطق التي تبلغ علوها عن سطح البحر 800 متر و ذلك في جبال الونشريس و بالضبط في أعالي جبال بوركبة و كذلك بجبال بني شقران ، منداس ، زمورة ، و الظهرة كما تجدر بنا الإشارة إلى أن متوسط كمية الأمطار المتساقطة هي في حدود 300 مم خلال السنة ، أما بالنسبة للعشرية الأخيرة لم تتجاوز 240 مم.
لمحة تاريخية عن ولاية غليزان
يمتد تاريخ هذه الولاية إلى العصور الحجرية إذ أن سكانها من أصل بربري حسب ابن خلدون، و قد عرفت تحت اسم " مينا " نظرا لوجود وادي مينا بالمنطقة القديمـة (و قـد اتخذ الإنسان ما قبـل التاريخ هذه المنطقة مسكنا و مستوطنا له و استعمل لصناعة أدواته الصيوان و الصخر الرملي و بلور الصخر، و سكن المعارات و يتضح ذلك جليا في مقابر الدولوميت (DOLIMITE) و الكهوف التي تحمل صور صخرية نيوليتية بكل من جبل بومنجل بالقلعة، وادي تامدة بمازونة ، جبل سيدي السعيد بسيدي امحمد بن علي و مغارة الرتايمية بوادي أرهيو ، و مغارة مصراتة بالقلعة ) .
كما يتفق المؤرخون على أن تاريخ غليزان يعود إلى مرحلة المملكة النوميدية ما بين سنتي 203 و 213 قبل الميلاد ، و اشتق اسمها آنذاك من واد مينا التي تقع على ضفافه و كان سكانها بربر(BERBERES) و هو إسم أطلقه البزنطيين على سكان شمال إفريقيا ، و يقال أن تسمية غليزان تعني الهضبة الحارة (CRETE CHAUUDE ) و جاء في كتاب إبن خلدون " العبر" إن قبيلة بربرية حطت و سكنت بمنطقة مينا سنة 40 ق.م سميت بالعلوميين ، و عرفت هذه الفترة مقاومة الاستعمار الروماني الذي دام خمسة قرون و توسع ليمتد من سهول الشلف و مينا حتى الأطلس حيث أقيمت " خيم " بسهل " بروسدان " يلل حاليا ثم غير اسم مينا إلى " إغيل إيزان " الذي يرمز إلى السهــل المحروق " PLAINE BRULEE" و شهدت المنطقة في هذه الفترة انتعاشا فلاحيا و تجاريا نظرا لخصوبة أراضيها حتى ظهور الفتوحات الإسلامية سنة 681 م .
اعتنقت قبائل غليزان الدين الإسلامي بمجيء موسى بن نصير سنة 719م-720م إلى أن نزلت بالمنطقة قبيلة الهوارة سنة 761 م ، و حسب المؤرخين يعقوب بن صالح و الشيخ عبد الرحمن الجيلالي أنه بعد سقوط تلمسان حلت بعض القبائل الإدريسية بغليزان التي شهدت مجيئ قبائل أخرى تنحدر من كتامة بنواحي سطيف و بمجيء الفاطميين نشبت حروب بين الدويلات الإسلامية العديدة التي ظهرت بعد ذلك و هذا حسب المؤرخين ابن خلدون و "بوراس المعسكري " .
بقيت الأمور على هذا الحال و عرفت غليزان في هذه الفترة بالمدينة الجميلة المحاطة بالبساتين يعبرها ممر إلزامي للذهاب لمدينة تيهرت حسب ما ذكر في كتاب " ممالك المسالك " المؤرخ البكري حتى حلول الأتراك بالمنطقة و ذلك سنة 1517 بقيادة بابا عروج و احتلالها و اتخاذ مدينة مازونة عاصمة الغرب آنذاك إذ تعتبر من أقدم المدن الجزائرية ، و قد شارك أهل غليزان في العديد من المعارك ضد الإسبان بقيادة الشيخ الولي الصالح سيدي امحمد بن عودة .
في عهد الباي محمد الكبير، أي ما بين 1602م-1752م ، شارك سكان غليزان العثمانيين في احتلال المغرب و باقي شمال إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط و بقيت على هذا الحال حتى سقوطها في يد الفرنسيين سنة 1843م و في 04 فبراير من نفس السنة تشكلت المقاومة الشعبية و ازدادت تنظيما و أعلن سكان غليزان مبايعتهم للأمير عبد القادر و في نفس السنة عينت القوات الفرنسية الملازم الأول "بوليفاس" قائدًا لهذه المنطقة و قد نصب ثلاثة فيالق حربية و 4 أسراب من الجيش و سماهم بالخط 88(88 ligne ) . في سنة 1853م وصلت أول دفعة من المعمريين إلى غليزان منهم 1845 معمر فرنسي و 1000 من جنسيات إسبانية و يهودية و قضوا أول ليلة " بساحة كولونيل درونوا " ساحة المقاومة حاليا و قد استولوا على قسط كبير من الأراضي الخصبة منها أكثر من 20 مزرعة و قد عرفت هذه الفترة مقاومة و انتفاضة شعبية أبرزها انتفاضة الظهرة و مقاومة فليتة بزعامة سيدي لزرق بلحاج المدعو بوحمامة سنة 1864 و تلتها عدة انتفاضات أخرى الشيئ الذي استدعى اهتماما بالغا لهذه القضية من طرف فرنسا، فزار زعيمها نابليون الثالث غليزان عام 1865م للإطلاع على الوضـع و اصطدم بمظاهرات عنيفة مما صعب عليه الخروج منها أمام غضب و سخط السكان الذين تعرضوا لحوادث دموية و ذلك باعتراف المعمرين أنفسهم في كتاب " غليزان كيان الصغرى " للمؤلف الفرنسي " فانسون إسكلاباس " عام 1957م.
في 1873م قام المستعمر بوضع تنظيمة الإداري الخاص و جرت أول انتخابات بلدية ، و عين أول رئيس لبلدية غليزان المدعو " أغارة " (AGARA) المعروف بشدة كراهيته للعرب . ما بين سنتي 1871 و 1956 ثم استصلاح أزيد من 85% من الأراضي الفلاحية و قد أطلق إسم " كاليفورنيا الجزائر " على غليزان في هذه الفترة و هذا نظرا لخصوبة أراضيها و كان لها شرف احتضان فكرة إنشاء حزب نجم شمال إفريقيا بزعامة مصالي الحاج و الحاج علي القلعي الغليزاني الذي ترأس هذه الحركة السياسية .
و مع اندلاع ثورة التحرير الكبرى 1954م هب أبناء هذه الولاية للمواجهة المسلحة كغيرها من الولايات الأخرى و شاركوا في عدة هجومات و انتفاضات ضد المستعمر إذ كانت كل من شراطة و الونشريس مقر لقيادة المنطقة الرابعة و بهذا التسلسل التاريخي تكون غليزان قد ساهمت في استرجاع السيادة الوطنية [b]